الأحد , 7 مارس 2021
ديوان “اللعنة” هو وبكل بساطة ديوان شعر نثري يضم مجموعة من القصائد التي تعتمد توجها شخصيا في كتابة الشعر، على أنها قد جعلته ـ أي الشعر ـ لعنة مثل ألف شفق تنجب الحب .هكذا يحب الشاعر قاسم الانصاري تعريف اصداره الجديد ..معه نكتشف لعنته ولعنة الشعر في هذا الحوار الملعون…
**الشاعر قاسم الانصاري، لماذا اللعنة؟ الديوان “اللعنة” سجل من أوجاع الكآبة والفرح ، يمتزج فيه الابداع مع الحيرة والضياع والنسيان ثم الموت .بالنسبة لي أنا ذو التكوين الأكاديمي العلمي ، ماذا يشكل لي هذا الديوان الجديد ؟؟؟ سوف أستعير مقولة للشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج حيث قال : ” …يجب أن أقول أن قصيدة النثر عمل شاعر ملعون ، الملعون في جسده ووجدانه، الملعون يضيق بعالم نقي ، إنه لا يضطجع على إرث الماضي، إنه غاز وحاجته إلى الحرية تفوق حاجة أي كان إلى الحرية، إنه يستبيح كل المحرمات ليتحرر، لكن قصيدة النثر التي هي نتاج ملاعين لا تنحصر بهم . أههميتها أنها تتسع لجميع الآخرين، بين مبارك ومعافى، الجميع يعبرون على ظهر الملعون…” إذن فديوان ” اللعنة ” مجاهرة بتقدير الجمال بامتياز والتماهي بكل شخوص القصيدة النثرية وعدم سجنها بصور ورموز مختلفة قصد الاستحواذ والتصغير. ” اللعنة ” كديوان متوسط يضم 14 نصا شعريا بعيد كل البعد عن الزركش المعقد، قريب من المعاش واليومي رغم سلطنة لغة بعض نصوصه
. **لغة الديوان قوية واحيانا مصطلحات صعبة، هل سيفهمها القاريء؟ الشاعر في نظري كشاعر مبتدئ لا يفكر ولا يفترض مستمعا أو قارئا معينا ليفهمه فالشاعر يكتب قصيدة بفضاء أدبي مفتوح، يبحث جاهدا عن الخيط الرفيع الذي يبني به تقاربه مع القارئ أو المستمع المتلقي،…هذا الخيط هو الذي يؤسس علاقة تبادلية، تخضع لتجربة وثقافة القارئ الذي لا يؤمن بالتسطيح بل بالغور في باطن الكلمة ورسم معالم قد تكون الحلقة الأهم في حل شفرة هذه الكلمة ….وبعيدا عن البساطة المذلة باللغة والوضوح المسرف في القصيدة فالشاعر وبصفة عامة يبتعد كذلك عن التعمية والغموض المبالغ فيه والاستغلاق ثم الهذيان.. قد يهذي الشاعر لكن ليس الهذيان وهما ، فالقصيدة تشرق، يتسلل شعاعها بين أزقة البلد، في كل العيون تكبر وتكبر معها أشياؤها ويكبر الحلم والكلام …. فالاخيرة أي اللغة تعبر عن ذاتها بحروفها وعن حريتها بجمالها فهي العارية من كل تجنيس وتسييس، العارية ببراءتها والثقيلة بحجمها وبما ترسمه من لوحات شعرية وتساؤلات وحالات من الأرق الإبداعي، إنها اللغة الجوهر وصور أعماق المدلول الشعري، إنها المركز والهامش معا
…. **اذن ابداعك الجديد لعنة عن سبق اصرار وترصد؟ ديوان ” اللعنة” بالنسبة لي هي خطوة جريئة لملامسة الحيز الانساني اللامرئي عند شاعر تخطى الاكتتام والبساطة ليحفر عبر ذاته متنا فرات الدلالات ورموز الفتن التي تقود إلى تحقير اللغة ، دون استئجار القاموس اللغوي الغني والتماهي به عبر وظيفة غرضية منطقية تتوج الفعل الشعري ببناء فني ملعون حتى الحب ….
وكلما ضاق الطريق إلى القلب
خذ يا صاحبي
حكايتي وانسحب ….
6 يناير، 2018
18 سبتمبر، 2017
4 أغسطس، 2017
27 يوليو، 2017