الأحد , 7 مارس 2021
بقلم: مريم أودادة
لقد كانت معجزة القرآن أعظم و أسرع و أغرب طفرة حضارية , فقط استطاع الخطاب القرآني أن يبني سدا للعالم في أقل من ثلاثة عقود , و سر هذا الاعجاز و مفاتيحه كلمة اقرأ و تحققت معجزته على أرض الواقع بتطبيق شعار حضارة اقرأ و إندثرت بمخالفته لتصبح أمة إقرأ لا تقرأ .هذه الامة التي تخلت عن وظيفتها ( إقرأ ) و التى حملت رسالة التوحيد و نور الهداية إلى مشارق الأرض ومغاربهاإنفصمت عراها و تبددت كبرياؤهاو جبروتها و إنتكست معالمها فذهب النور الذي كان جدوى عزها و مهدها,
عندما نلاحظ الحالة المزرية التي يعيش عليها مجتمعنا الآن حيث يتجلى ذالك في تدني الإقبال العام على القراءة إذ يشير تقرير اليونسكو الصادر عام 2014 إلى أنّ أعلى نسبة للأمية توجد في الوطن العربي، بلغت نسبتها في مجمل الوطن العربي في سنة 2014 حوالي 19% من إجماليّ السكان، وبلغ عدد الأميين نحو 96 مليون نسمة و يبلغ معدّل القراءة عند الفرد 6 دقائق سنويّا مقابل 200 ساعة للفرد في أوروبا وأمريكا. إضافة إلى أنّ الطفل الأمريكي يقرأ تقريبا 6 دقائق في اليوم بينما يقرأ الطفل العربي 7 دقائق سنويا. كما تشير دراسات أخرى إلى أنّ كتابا واحدا فقط يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما يصدر كتاب واحد لكل 500 إنجليزي، ولكل 900 ألماني ,
إ ن مكاتبنا هو المكان الوحيد الذي لا نجد فيه ازدحاما مقارنة مع خلية النحل التي هي مكاتب الدول التي تفوقنا بسنوات ضوئية في العلم و التكنلوجيا حيث تشكل القراءة جزءا من وجدانها و أساسا لنهضتها , إن تحضرنا رهين بأن نخلق جيلا محبا للقلم فإن إمتلكنا مفاتيح المعرفة و سيدنا العقل الذي يعرف به الله و يعمق به الايمان و به تتحقق الخشية إستطعنا أن نعود من جديد إلى بناء حضارة
فلتجعل من القراءة وردًا يوميًا لك، ولتنتق الكتب التي تفتح لك سُبل الحياة وتعرّفك على قوانينها، التي تصف لك قواعد المعاملات مع الناس، وكتبٌ لما تهواه وتتخصص به، فقد قيل إنّ الثقافة هي معرفة شيء عن كل شيء وكل شيء عن شيءانتقِ الكتب، وجدول وقت قراءتها، واعتمد تلخيص المقتبسات التي تعجبك منها..
أختم حديثي بحديث الجاحظإذ يقول:” الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملُك، والمستمع الذي لا يستريثك، والجار الذي لايستبطيك، والصاحب الذي لا يريد ما عندك بالملق، ولا يعاملك بالمكر، ولايخدعك بالنفاق، ولا يحتال لك بالكذب.“
8 يناير، 2019
8 نوفمبر، 2015
8 نوفمبر، 2015
8 نوفمبر، 2015